بقلم: شريف عبدالمنعم
*صحفي ومُدرب متخصص في الإعلام الرقمي.
بينما لا تزال وسائل الإعلام التقليدية (صحافة ورقية وقنوات تلفزيونية) تلاحق أنفاسها لمواكبة سيطرة السوشيال ميديا على اهتمامات الجمهور، انتقل السباق فجأة ليصبح صراعاً بين خوارزميات تطبيقيات الذكاء الاصطناعي وعمالقة السوشيال ميديا، لتصبح وسائل الإعلام التقليدية في تحدٍ جديد أشد ضراوة وأكثر شراسة بكثير عن السابق.
لم يعد الأمر متعلقاً بمواكبة المحتوى الرائج "الترند" لجذب أكبر شريحة من الجمهور، وإنما بات يتعلق بماهية وسائل الإعلام التي سيلجأ إليها الجمهور مستقبلاً للحصول على المعلومات الإخبارية والأرشيفية، وهذا هو أدنى ما سيجنيه الجمهور من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي باتت تنتج الصور ورسومات الجرافيك وتفحص الأكواد البرمجية وتكتبها بسرعة البرق، كما هو الحال في "شات جي بي تي – chatgpt" (انظر إلى الصورة أسفل المقال لم يستغرق توليدها سوى 5 ثوانٍ فقط !".
ويستطيع "chatgpt" حالياً كتابة وتعديل الأكواد بعدة لغات برمجة مثل "Python وJavaScript وHTML وCSS وSQL" وغيرها، والعثور على الأخطاء في الأكواد وتصحيحها، بل ويمكنه حتى المساعدة في كتابة الخوارزميات وتحسين الأكواد لزيادة كفاءتها!، كما يمكنه تعديل الصور وإضافة نصوص وتأثيرات وتصميم رسومات وإنشاء صور جديدة من الصفر بناءً على الأوصاف التي يكتبها أو يقولها المستخدم!
في المقابل، تكثف شركة "جوجل" حالياً الترويج لنموذجها اللغوي "Gemini - جيميني" القائم على الذكاء الاصطناعي والذي يمكنه فهم لغات برمجية متعددة وتفسير الأكواد، كما يستطيع كتابة مقاطع من الأكواد وإنشاء هياكل البيانات وتصحيح الأخطاء الشائعة في الأكواد واقتراح حلول لها.
وبينما تواصل "جوجل" تطوير نموذجها الذكي "Gemini"، أرسلت الشركة خلال هذا الأسبوع رسائل إلى أصحاب قنوات منصة الفيديوهات "يوتيوب" (التي تمتلكها جوجل) تطلب منهم البت في السماح لشركات الذكاء الاصطناعي التابعة لجهات خارجية باستخدام محتوى القنوات لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التي تطوّرها!
أما شركة ميتا المالكة لموقع "فيس بوك" وتطبيق "واتساب" وفي ظل مساعيها لتطوير تقنيات الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) وتقنيات الميتافيرس، فقد أطلقت هذا الأسبوع أيضاً أداة الذكاء الاصطناعي "Meta AI" والتي يمكن من خلالها إنشاء صور بناءً على طلبات المستخدمين، فضلاً عن الدردشة بين المستخدم وتلك الأداة الوليدة.
وتهدف الشركة من تقنيات الميتافيرس إلى إعادة تعريف التواصل الاجتماعي، حيث تسعى إلى جعل التفاعل بين الأشخاص في العالم الافتراضي مثل التفاعل في الحياة الواقعية، وذلك ضمن مساعي الشركة لإنشاء بيئة رقمية شاملة ثلاثية الأبعاد تدمج العالمين المادي والرقمي بطريقة تسمح بالتفاعل الاجتماعي على اختلاف أشكاله!
والخلاصة أن ما يحدث من حراك واسع في مجال الذكاء الاصطناعي وتهافت عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي على تطوير التقنيات والخوارزميات الذكية ينبئ بصراع أشد ضراوة يصبح خلاله الإعلام التقليدي والرقمي في مأزق شديد، فإما أن ينساق وراء مواكبة الخوارزميات الذكية التي تتغير كل لحظة، وإما أن يحاول العنصر البشري دوماً التغلب على تلك الخوارزميات ويحاول ترويضها كي تساعده على البقاء، وهذا ما سأتناوله في مقالاتي القادمة.. وللحديث بقية.
لم يعد الأمر متعلقاً بمواكبة المحتوى الرائج "الترند" لجذب أكبر شريحة من الجمهور، وإنما بات يتعلق بماهية وسائل الإعلام التي سيلجأ إليها الجمهور مستقبلاً للحصول على المعلومات الإخبارية والأرشيفية، وهذا هو أدنى ما سيجنيه الجمهور من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي باتت تنتج الصور ورسومات الجرافيك وتفحص الأكواد البرمجية وتكتبها بسرعة البرق، كما هو الحال في "شات جي بي تي – chatgpt" (انظر إلى الصورة أسفل المقال لم يستغرق توليدها سوى 5 ثوانٍ فقط !".
ويستطيع "chatgpt" حالياً كتابة وتعديل الأكواد بعدة لغات برمجة مثل "Python وJavaScript وHTML وCSS وSQL" وغيرها، والعثور على الأخطاء في الأكواد وتصحيحها، بل ويمكنه حتى المساعدة في كتابة الخوارزميات وتحسين الأكواد لزيادة كفاءتها!، كما يمكنه تعديل الصور وإضافة نصوص وتأثيرات وتصميم رسومات وإنشاء صور جديدة من الصفر بناءً على الأوصاف التي يكتبها أو يقولها المستخدم!
في المقابل، تكثف شركة "جوجل" حالياً الترويج لنموذجها اللغوي "Gemini - جيميني" القائم على الذكاء الاصطناعي والذي يمكنه فهم لغات برمجية متعددة وتفسير الأكواد، كما يستطيع كتابة مقاطع من الأكواد وإنشاء هياكل البيانات وتصحيح الأخطاء الشائعة في الأكواد واقتراح حلول لها.
وبينما تواصل "جوجل" تطوير نموذجها الذكي "Gemini"، أرسلت الشركة خلال هذا الأسبوع رسائل إلى أصحاب قنوات منصة الفيديوهات "يوتيوب" (التي تمتلكها جوجل) تطلب منهم البت في السماح لشركات الذكاء الاصطناعي التابعة لجهات خارجية باستخدام محتوى القنوات لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التي تطوّرها!
أما شركة ميتا المالكة لموقع "فيس بوك" وتطبيق "واتساب" وفي ظل مساعيها لتطوير تقنيات الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) وتقنيات الميتافيرس، فقد أطلقت هذا الأسبوع أيضاً أداة الذكاء الاصطناعي "Meta AI" والتي يمكن من خلالها إنشاء صور بناءً على طلبات المستخدمين، فضلاً عن الدردشة بين المستخدم وتلك الأداة الوليدة.
وتهدف الشركة من تقنيات الميتافيرس إلى إعادة تعريف التواصل الاجتماعي، حيث تسعى إلى جعل التفاعل بين الأشخاص في العالم الافتراضي مثل التفاعل في الحياة الواقعية، وذلك ضمن مساعي الشركة لإنشاء بيئة رقمية شاملة ثلاثية الأبعاد تدمج العالمين المادي والرقمي بطريقة تسمح بالتفاعل الاجتماعي على اختلاف أشكاله!
والخلاصة أن ما يحدث من حراك واسع في مجال الذكاء الاصطناعي وتهافت عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي على تطوير التقنيات والخوارزميات الذكية ينبئ بصراع أشد ضراوة يصبح خلاله الإعلام التقليدي والرقمي في مأزق شديد، فإما أن ينساق وراء مواكبة الخوارزميات الذكية التي تتغير كل لحظة، وإما أن يحاول العنصر البشري دوماً التغلب على تلك الخوارزميات ويحاول ترويضها كي تساعده على البقاء، وهذا ما سأتناوله في مقالاتي القادمة.. وللحديث بقية.